حرب المياه - اليوم صفر

حرب المياه - اليوم صفر

يوم 22 أبريل 2018 المعروف باليوم صفر حيصحي سكان كيب تاون عاصمة جنوب أفريقيا مش حيلاقوا ميه في الحنفيات الموضوع مش حيبقي مفاجأة بالنسبالهم لأن ده جه في تصريح رسمي للحكومة بتاعتهم اللي أطلقت عد تنازلي و قالت أن خلال 100 يوم منسوب المياه ورا السدود بتاعتهم كلها حيوصل ل13% و هو الرقم اللي مش حتقدر محطات المعالجة أنها توفي متطلبات سكان كيب تاون و حيضطر السكان أنهم يروحوا يصرفوا حصص ميه محسوبة لكل فرد من أماكن مخصصة تابعة للدولة.


حرجع معاكوا بالزمن لورا شوية 3 سنين و ده قبل بداية الجفاف و توقف هطول الأمطار علي كيب تاون المدينة الساحرة أشهر المدن السياحية بالعالم لما تتمتع بيه من طبيعة خلابة و شواطئ و سلاسل جبال و فنادق راقية وأحتفالات و كرنافلات مستمرة طوال العام تقريبا بعدد سكان أقل من 4 مليون بشوية  قدرت كيب تاون انها تكون العاصمة التشريعية و السياحية لجنوب أفريقيا غير انها بتمثل جزء كبير من أقتصاد و من الدخل القومي بتاع البلد. و اللي خلي المكان ده وجهة سياحية غير طبعا بعده عن مناطق التوتر السياسي مناخه المعتدل أو اللي كان معتدل زي مناخ دول البحر المتوسط بالظبط حار جاف صيفا دفئ ممطر شتاء بمتوسط درجة حرارة بتلعب حوالين ال20 و ده مثالي لأي مكان سياحي في العالم لأنه بيناسب كل البشر من مختلف الأجناس.


من 3 سنين بقي المطرة وقفت و درجة الحرارة بدأت تعلي و ضربت المدينة موجة من الجفاف الغير متوقعة و مكنش معروف حتستمر قد أيه ولا حيكون ايه عواقبها حتي فترة قريبة لما بدأت الكارثة تبان ملامحها بعد ما الشتوية عدت ناشفة زي المستشفي من غير مطرة مدمرة أخر امل ليهم ان الجفاف ينتهي السنادي و ترجع المدينة تتعافي تدريجيا من أثر عدم نزول الأمطار ل3  فصول شتاء متتالية.



25 لتر في اليوم حيكون هو نصيب الفرد بعد اليوم صفر و اللي حيروح الفرد يصرفه من 200 منفذ لصرف المياه متوزعين في مناطق متفرقة في المدينة مع الوعد بالمضي قدما في مشاريع لتحلية مياه البحر و معالجة كل مصادر المياه المتاحة من مياه جوفية و خلافة بيتوقع أن توصل النسبة ديه ل87 لتر ده طبعا بعد ما المشاريع ديه تخلص و بدأوا من فترة بسيطة انهم يحثوا الناس علي الترشيد في أستهلاك المياه.  بس زي ما قولنا It's too late هما في أنتظار اليوم صفر ما فيش في أيدهم حاجة خلاص هم في أزمة حقيقة الأولي من نوعها تقريبا في العصر الحديث و كان سوء حظ كيب تاون أنها يبقي ليها السبق كأول دولة يضربها التغيير المناخي في العالم و يظهر أثره بالسرعة ديه أحنا مبقناش نتكلم في خلال ال50 و ال100 سنة الجية بقي فيه مثال علي مدن أهي 3 سنين جفاف غير متوقعة جابتهم الارض. 


غضب الطبيعة و اللي بقدرة ربنا و عبث الأنسان حولت مكان من جنة بيحطها الناس كهدف في قايمة أماكن تستحق الزيارة لحنهرب منها أزاي لأن بغض النظر أن السياحة مش المورد الوحيد ألا أن المدينة بتعتمد علي الصناعة و الزراعة و اللي بندرة المياة بالشكل ده حتبقي ايه منطقة صناعية مش حتكتفي أكيد بمصانع السيارات بس و الأقتصاد حيقع بحدة في المنطة ديه و حيتسبب في هجرة السكان لمناطق تانية في البلد عشان لقمة العيش و بوق المية اللي حيبقي السبب في أندلاع الحروب في القريب العاجل و اللي كان متنبأ أنه حيحصل من منتصف القرن بس طول ما النعمة متوفرة الأنسان مبيفكرش في الحفاظ عليها من الزوال و بيفتكرها أبدية.
جدي ربنا يديلوا الصحة و طولة العمر كان دايما بيقول مثل" يا مستكتر الزمن أكتر".


المفروض أني في أخر الموضوع كنت اتطرق للمشكلة اللي عندنا في بلدنا الجميلة مصر بس نظرا لتضارب المعلومات و الحرص علي عدم ترويع القراء بأخبار تسد النفس أو طمأنتهم طمأنة زائفة حوجه نداء لكل الناس اللي بتقرالنا و اللي حيبقي واجبهم نشر الكلام ده بين كل اللي يعرفوهم يا ريت تحافظوا علي الحاجة اللي في ايدكم مش لازم نوصل للمرحلة ديه عشان نبدأ نخلي بالنا المشكلة ديه حتضرب العالم كله يوما ما فعلي الاقل طولوا فترة السماح بتاعتنا شوية أحنا مش حمل موسم جفاف و مش مؤهلين ولا عندنا خطة لمواجهة أي خطر من النوع ده. ربنا يحفظنا و يحفظ بلدنا. و أحب أفكركم بقوله تعالي:
"‏ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ‏‏ " (الأنبياء‏:30‏).
صدق الله العظيم

Written by: Amr Khaled - T.Rex
#AK_TRex
#TRex_Magazine

التعليقات
0 التعليقات