سنهزم إثيوبيا

سنهزم إثيوبيا

بقلم د/ محمد سعيد محفوظ عبد الله

تلوح فى الأفْق عقبات كئود تلف  مفاوضات سد النهضة ؛ نظرًا للتعنت الإثيوبى البادى  فى كل وقت وحين ، وعلى الرغم من ذلك فلا بأس من المضى قدمًا، لا سيَّما بعدما تم تدويله من قِبل القيادة المصرية ، وحسنًا فعلت ،حيث تراءى لها استحالة بلوغ مآربنا وسْط هذا الصلف الإثيوبى الصهيونى، ومهما يكن من أمر فلقد وعدنا الرسول صلى الله عليه وسلم بالنصر العريض على إثيوبيا؛ وذلك الكلام-بغض النظر عن حجم قواتنا ومعداتنا وعدادنا وأسلحتنا وشجاعة الجندى المصرى الذى لا يُقارن بمثيله من إثيوبيا وغيرها من جنود العالم وحِنكة ودراية القيادة العسكرية المصرية التى لا مثيل لها -  ينبنى تأسيسًا على هدى حديثه الشريف، القائل فيه: “اتركوا الحبشة ما تركوكم فإنه لا يستخرج كنز الكعبة الا ذو السويقتين من الحبشة” أخرجه الحاكم والبيهقي وأبو داود عن عبدالله بن عمرو بن العاص  وأخرجه الأسيوطي في الجامع الصغير ورمز إليه بالصحة.وقال شارحه المناوي في شرحه “فيض القدير”: ؛ حيث إنَّ مفاد الحديث:مادامت إثيوبيا لا تضمر عداءً ولا تبدى ضررًا لأحد؛ فلا يجب مناصبتها العداء ؛ فمن سالمنا سالمناه، أمَّا إذا حدث النقيض ، واستعْدت إثيوبيا جيرانها ، وحاولت جهدها إلحاق الأذى والضَّير بهم، ومنعت عنهم قبلة الحياة، وشريان الوجود:المياه؛ دونما سبب واضح ؛ إلاَّ اغترارها كِبرًا وبطرًا؛ بامتلاكها وحسب منابع مياه النيل ؛ ومن ثمَّ فهى مَن تستطيع أن تهب وتمنح وتمنع المياه لمن تشاء وعن من تشاء؛ زعمًا وزورًا وافتراءً، إنْ حدث ذلك، فما علينا إلاَّ الاستعداد والتجهيز لرد هذا العدوان وذاك الخطر المميت المحدق ، ولسوف يكون النصر حليفنا ؛ قياسًا إلى منطقية الحديث المقدرة من السياق وقرائن الأحوال المعلنة والمضمرة: اتركوا الحبشة ما تركوكم ، وإلا..ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ما ينطق عن الهوى : إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ (النجم:4) وقد دحرهم الله تعالى حين حاولوا عبثًا هدم الكعبة المشرفة إبَّان حكم أبرهة الحبشى المشئوم، كما أذلهم وسحقهم سيف بن ذى يزن ومزقهم تمزيقًا وبدد ملكهم؛ فجميع محاولات الهيمنة لدى إثيوبيا، باءت بالفشل والوبال وهلاك جيشها.
ولقد استبان ذلك قبلاً فى المحاولات المتكررة المتوالية من الجانب الإثيوبى ، فى تعطيش مصر وإقفارها ؛ بحجج واهية ؛ حيث إنه من المركوز فى الطباع أن إثيوبيا لا تفتقر إلى حصة مصر آن بنائها لأية سدود ؛ فالمياه التى تتسرب ومياه الأمطار التى تسقط على الهضبة الإثيوبية تُقدر بالمليارات من المترات المكعبة من المياه، وما يضيع هباءً ويتبخر من المياه الإثيوبية يكفى لبناء الآلاف من السدود دون المساس بحصة مصر ألبتة ؛ حيث إن إثيوبيا لديها حوالى 24 حوض نهر يصل حجم الامطار عليها 950 مليار م3 في العام، تمثل حجم المياه الخضراء والزرقاء «الأمطار والمياه الجوفية والسطحية»، على الأراضى الإثيوبية، منها 450 مليار م3 سنويًا داخل حوض النيل فى إثيوبيا.

لقد صدق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ما دامت تلك الباغية الآثمة لا تنى تعيد البغى المرة تلو المرة؛ حين تعامل رؤساء مصر العظام فى هذا الملف بكل حسم وحزم ؛ فها هو الزعيم جمال عبد الناصر يبرق إلى إمبراطور إثيوبيا :هيلاسلاسى، بضرورة التوقف عن بناء أى سد يعوق ويحجب وصول حصة مصر كاملة ، وهاهو هيلاسلاسى يستجيب صاغرًا، وهذا هو بطل الحرب والسلام :السادات يتأهب لضرب هذا السد بعدما أخذ على إثيوبيا العهود والمواثيق بأنها لم تقم ببناء أية سدود ، فما كان منه إلا أن أرسل الطائرات المصرية من مطار بجنوب السودان  عام 1979 م ودكت حصون هذا السد ، ومن بعده الرئيس مبارك حين قال  تعليقاً علي أزمة سد النهضة "المياه علي قدنا مبنديش ميه لحد، إحنا مش بتوع حرب لكن إحنا مستعدين ندافع عن كل (سنتيمتر) من أرضنا مهما كانت الظروف" .

وما نشرته وكالة ويكيلكيس الاستخباراتية الأمريكية CIA أن الرئيس مبارك ورئيس مخابراته اللواء الراحل عمر سليمان كانوا يدرسوا بجدية توجيه ضربات عسكرية مباشرة لسد النهضة الإثيوبي حالة بنائه.
فلتمضِ فخامة الرئيس السيسى على الدَّرب؛ فأنتم مؤيدون بالنصر المُحتم، والظفر المؤَّزر:حال السلم والحرب، سدد الله على طريق الهدى خُطاكم.
د/ محمد سعيد محفوظ عبد الله

التعليقات
0 التعليقات