كارثة تغيير المناخ - Climate Change disaster
أطلقت ناسا فى عام 1997 ثلاثة أقمار صناعية لتدور حول الأرض بهدف واحد فقط ألا وهو دراسة تأثير تغير المناخ على حياة الكائنات الدقيقة فى البحار والمحيطات واستخدامها فى سلسلة من السيناريوهات ونظم المحاكاة الخاصة بالطقس لتعطينا صورة أدق عن المناخ فى كوكبنا والطبيعة فى ظل تغير مناخ الأرض وبعد نحو عشرين عاما من جمع الصور والمعلومات قامت ناسا باعلان نتائج البحث فى فيديو قصير يحمل كل ما تم ايجاده فى تلك الفترة بشكل موجز وملخص. بالعودة للبدايات نجد أن عدة دراسات متفرقة لطبقات الجليد، خشب الأشجار، عينات الصخور وطحالب المحيطات قد أزاحت الستار عن مدي تغير مناخ الأرض منذ التاريخ القديم وتم استخدام المعلومات الناتجة عن تلك الدراسات فى نماذج محاكاة خاصة بالمناخ لتوقع مدي التغير المتوقع حتي العام 2100 وخلصت تلك النماذج والمعلومات الي حقيقة واحدة؛ مناخ الأرض يزداد دفئا ودرجة حرارة الأرض ترتفع بشكل غير مسبوق.
للتحدث بصورة رقمية أوضح فان خلال خمسة آلاف عام ارتفعت فيهم درجة الحرارة بمعدل سنوي يقدر ب 0.008 درجة سيلزية فان المئة عام الأخيرة ارتفعت فيها الحرارة بأضعاف هذا المعدل لتزيد ب 0.7 درجة سيلزية بينما تتوقع الدراسات المناخية أن تزيد درجة حرارة الأرض ما بين 2-6 درجات مئوية بحلول 2100. دراسات عديدة تقوم بدراسة درجة حرارة الأرض من عدة نواحي منها ما يدرس ارتفاع حرارة سطح مياه البحار والمحيطات، ارتفاع درجة حرارة الكتل الصلبة للكرة الأرضية، ارتفاع مستوي مياه البحار والمحيطات نتيجة لذوبان الجليد وخليط من تلك الدراسات مجتمعة وبعض منها معروض فى الأشكال التالية:
يعرض الشكل الأول تدريجا رأسيا لدرجة الحرارة منذ 1890 وحتي 2000 ميلاديا لعدة منحنيات لقياس درجة الحرارة مثل GISS الخاص بمعهد جودارد التابع لناسا باللون السماوي والنتائج الخاصة بمعهد هادلي HADCRUT فى المملكة المتحدة الخاص بدرجات حرارة سطح البحر مجتمعة مع درجات حرارة سطح الأرض والغلاف الجوي ومقاييس أخري مستخدمة لنفس الرسم البياني، بينما تعرض الرسومات التالية عدة مقاييس مختلفة لدرجة حرارة سطح البحار وارتفاع منسوب المياه فى المستوي العالمي علي عدة سنوات وكل منها يتنهي الي أن ارتفاع درجة حرارة الأرض واقع ملموس ويمكن الاستدلال عليه من خلال تلك المقاييس مجتمعة أو متفرقة.
لكن هل هناك ما يقلقنا كآدميين يحتلون سطح الأرض بسبب ارتفاع درجة الحرارة؟ نعم، هناك مصادر عديدة للقلق لكن مصدر القلق الأساسي ليس ارتفاع الحرارة فى حد ذاته بل معدل الارتفاع علي المدة الزمنية التي يحدث فيها ذلك الارتفاع فبينما تعطينا المعلومات التاريخية القديمة لطبقات الأرض والنباتات أدلة على حدوث فترات من ارتفاع درجات الحرارة والاحتباس الحراري من قبل فى تاريخ الأرض فان المعدل الحالي المرتبط بوجود الانسان كعامل رئيسي فى تلك المنظومة هو مصدر القلق. قدرة البيئة الأرضية على تعديل أوضاعها واستعادة اتزانها الحيوي بدون أي تدخل بشري فان سلوك الانسان نحو التدخل بشكل أو بأخر قد يؤثر على ذلك الاتزان الطبيعي، ويبدو ذلك واضحا فى مدي محاولة الانسان استعادة الاتزان البيئي أو تجاهله بكل بساطة حيث يخضع التقييم البشري لمثل تلك المشكلة لعدة عوامل أهمها الربح المادي الحالي الذي يتحقق من حرق الوقود واستهلاك المصادر الطبيعية فى العصر الحديث. لتوضيح الصورة بشكل أعمق فقد تم دراسة مدي قلق الشعب الأمريكي من ارتفاع حرارة الأرض وظاهرة الاحتباس الحراري خلال الفترة من 1990 وحتي 2016 لتجد تفاوتا واضحا فى اختلاف نسبة القلق مع مرور الوقت كما بالشكل التالي مما يدل على اختلاف الأراء الخاصة بظاهرة تبدو فى أرقامها أنها واقعا وليست محل نظريات علمية أو بحث علمي، فبحلول عام 2016 فان نحو ثلثي الشعب الأمريكي قد أبدي قلقه من ظاهرة الاحتباس الحراري بينما ظهر فى ألمانيا تمثالا لعدة سياسيين غارقين فى المياه حتي الرقاب وهم يتناقشون فى واقعية الاحتباس الحراري كما يظهر فى الصورة التي تلي الرسم البياني.
بالعودة لبداية المقالة فان الفيديو الذي نشرته ناسا والذي تلاه عدة تقديمات فى مختلف وسائل الاعلام فان الدلائل السابق ذكرها قد ظهرت بشكل مماثل فى التلخيص الأخير والذي يشير الى ارتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات بشكل جلي وزيادة نشاط الكائنات الدقيقة فى المحيطات المسئولة عن استهلاك ثاني أكسيد الكربون من الجو للغذاء والمرتبط بارتفاع معدلاث ثاني أكسيد الكربون فى الجو وكذلك ارتفاع متوسط درجات حرارة المياه.
نشرت ناسا كذلك خريطة حرارية لسطح الكرة الأرضية لتظهر فيها متوسط الحرارة التي تتعرض لها المناطق المختلفة على سطح الأرض والتي تظهر فيها المنطقة العربية باللون الأحمر الداكن الذي يشير الي وجود المعدل الأعلي من درجات الحرارة فى تلك المنطقة والذي يظهر خلال مواسم الصيف الذي ارتفعت فيه درجات الحرارة بشكل غير مسبوق فى السنوات السابقة والذي نتج عنه عدة حالات من الوفيات والاصابات نتيجة التعرض لحرارة الشمس المباشرة.
وبينما ترتفع درجة حرارة الأرض فان انخفاض مستوي الجليد القطبي والذي يتسبب فى ارتفاع منسوب مياه المحيطات يبدو جليا ومقلقا للبيئة الطبيعية للأرض وهو أحد الظواهر الأبرز فى السنوات السابقة بينما تختلف التأثيرات المختلفة على الأنظمة الطبيعية للنباتات والحيوانات وبالتالي على الانسان من ازدياد معدل التصحرواختلاف معدل سقوط الأمطاروالجفاف فى مناطق عدة والتي تتطلب الاستجابة البشرية كما حدث فى مقال سابق منشور عن استخدام كرات الظل فى الولايات المتحدة الأمريكية.
ارتفاع درجة حرارة الأرض يتم نسبه بشكل رئيسي للانسان بسبب استهلاكه للموارد الطبيعية فى الصناعة منذ الثورة الصناعية وحتي الآن مما تسبب فى ارتفاع معدل ثاني أكسيد الكربون فى الغلاف الجوي وبالتالي تحول الأرض لصوبة زجاجية تحتفظ بالحرارة ولا تعيد بثها للفضاء الخارجي وهو ما يسمي بالاحتباس الحراري والذي تم عمل فيلم (The Day After Tomorrow) لعرض أحد السيناريوهات المحتملة الناتجة من ذوبان القطب الشمالي والذي يعد المشهد التالي هو أحد مشاهده الشهيرة والفيلم من انتاج أحد مرشحي الرئاسة السابقين للولايات المتحدة (آل جور) المهتم بالقضايا البيئية.
تستمر الدراسات المناخية فى اعطاء المزيد من التفاصيل والبيانات التي يتم تحويلها لمعلومات تصب كلها فى مصلحة الواقع السابق نقاشه فان البيئة تتطلب الاهتمام من المسبب الرئيسي للاضطراب وهو (الانسان).........
Written by : Mohamed Khaled
#Mohamedkh5
#TRex_Magazine