الموت الحراري للكون

الموت الحراري للكون

تعتبر نظرية الانفجار الكبير The Big Bang Theory هي النظرية الأبرز والأشهر لميلاد الكون كما نعرفه الآن والتي تنص ببساطة أن الكون بدأ بانفجار جزئ متناهي فى الصغر شديد الكثافة يحتوي على المادة والذي نتج عنه تمدد  الكون وميلاد الزمان منذ نحو خمسة عشر مليار سنة. لكن ماذا عن نهاية الكون؟ هل سينتهي الكون؟ ما هي النظرية الأبرز لنهاية الزمان؟ هل هناك قصة وحيدة لنهاية الزمان أم هناك العديد من القصص الحزينة؟



ينص القانون الثاني للديناميكا الحراية على "The entropy change of any system and its surroundings, considered together, is positive and approaches zero for any process which approaches reversibility" والذي يمكن تفسيره بأن القيمة الحرارية المعروفة بال "Entropy" والتي هي مقياس لعدم الانتظام والعشوائية فى النظام تزداد دائما، يمكن تفسير العشوائية بأن محاولة تحويل الطاقة الحرارية الموجودة فى أي نظام الي طاقة ميكانيكية مثلا يحتوي على نسبة طاقة لا يمكن تحويلها أو الاستفادة منها وهي تلك القيمة الحرارية المعقدة فى فهمها وتفسيرها لكل من يدرس الديناميكا الحرارية ولكن فى النهاية يمكن استخلاص أن العشوائية ومقدار الفقد الحراري يزداد مع الوقت فى محاولة النظام للاتزان مع الأنظمة المجاورة، لكن بالعودة لسيناريو نهاية الزمان فان تطبيق القانون الثاني للديناميكا الحرارية على الكون ليس غريبا.


توجد عديد التفسيرات والشروحات للانتروبي وربطها بالكون ويمكن تفسير بعض تلك التفسيرات بأن الكون منذ بداية الانفجار الكبير وهو يتمدد بشكل متزايد وهو ما يظهر في ازدياد المسافات بين المجرات وتباعدها المستمر مع مرور الزمان والذي يمكن قياسه عن طريق المسافات الزمنية التي يقطعها الضوء المنبعث من النجوم المضيئة فى تلك المجرات مقارنة بمجرتنا ويعد تليسكوب هابل أحد أبرز الطرق التي تستخدمها وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" فى قياس سرعة تباعد المجرات عن بعضها البعض. يعتمد تلسكوب هابل فى قياس سرعة تباعد المجرات على نقط قياس ثابتة مثل المسافة بين الأرض والشمس ووضعهما مقارنة بالمجرات المطلوب معروف سرعة تباعدها عن مجرتنا والتي يتم استخدام نوعين من النجوم المضيئة بشكل شبه ثابت وتسمي CEPHID STARS والنجوم المستعرة العظمي "SUPERNOVAE" والتي أعلنت فى عام 2016 أن معدل تمدد الكون ازداد عن معدله المتوقع حسابيا بنسبة ما بين الخمسة والتسعة بالمائة.



اذن، هل سيستمر الكون فى التمدد الي ما لا نهاية؟ النظريات العلمية تتجه الي أن التمدد لن يستمر بل سيصل الي نقطة حيث تتزن فيها حراريا المجرات والأنظمة الكونية المختلفة وتتوقف فيها عن التفاعل الحراري مع بعضها وبالتالي تتحول لكرات مرنة تتصادم ببعضها وترتد عن بعضها دون تبادل طاقة وبالتالي تتنهي النجوم عن اشعاع حرارتها وهو ما يعرف بالموت الحراري للكون. ربما تبدو تلك النظرية قريبة للواقع العلمي لكن ربما تتناقض مع نظريات أخري والتي تعترف بأن التمدد سيصل بالكون لدرجة التمزق ونهاية الزمن بشكل أبدي ليعود الي بدايته اللاوجودية وتختلف تماما عن نظرية الانسحاق الأكبر والتي تنص علي أن التمدد سيصل الي نقطة يتوقف فيها ويبدأ فى العودة للخلف ليعود الي صورته الأولي مما يتسبب فى انسحاق المادة الي صورتها الأولي.



لكن الموت الحراري لا يتم فقط نتيجة للاتزان الحراري بين الأنظمة الكونية ولكن له وجه أخر، الثقوب السوداء، هذا الوجه يتم تفسيره بأن الموت الحراري للكون سيكون نتيجة للثقوب السوداء المنتشرة عبر المجرات والتي تقوم بامتصاص الطاقة والضوء من كل ما يمر من أفقها وبالتالي ستقوم الثقوب السوداء بمهمة القتل لكل مصادر الطاقة حتي يتحول الكون لظلام دامس لا ضوء فيه ولا طاقة وهو النهاية الحرارية لكن فى صورة أخري وتستمر الثقوب الأكبر فى استهلاك الثقوب الأصغر حتي يتلاشي الثقب الأخير بتسريب طاقتها بما يسمي "Hawking Radiation" راسمة نهاية الزمان.


Written by : Mohamed Khaled
#Mohamedkh5
#TRex_Magazine

التعليقات
0 التعليقات