كيف تختار وظيفتك؟ ومتى تقوم بتغيير مجالك؟

كيف تختار وظيفتك؟ ومتى تقوم بتغيير مجالك؟

بقلم/ أميرة علامة
قديماً وللأسف إلى وقتنا هذا يقوم مكتب التنسيق بتحديد مستقبل العديد منا.
ولكن آن الأوان لنختار ما يناسبنا وما نريد عمله فعلاً بما يناسب إمكانياتنا
وقدراتنا العقلية والجسدية والنفسية.
الحياة قصيرة لكي نقضي عدة ساعات يوميا في دراسة أشياء لا نحبها، وأقصر لكي
نكملها في وظيفة يومية لا تلائمنا.
بسؤال العديد من رجال الأعمال الناجحين والذين يشعرون برضا داخلي عن ما حققوه
في حياتهم، وجدنا أن أغلب هؤلاء قرروا العمل بما يحبون فقط وذلك إيمانا منهم
بأن النجاح متاح للجميع ولكن التفوق والتميز يأتي لمن يختارون طريقهم بأنفسهم.


كيف تختار وظيفتك؟

السؤال الذي يشغل العديد من الطلاب والخريجين، وذلك نتيجة لنقص التربية على
ثقافة الموهبة.
الموهبة هي المهنة الفطرية التي خلقها الله لنا لكي نُبدع ونتميز فيها ويزداد
حبنا لها يوماً بعد يوم، ولكي يدرك الإنسان موهبته في سن صغير عليه أولا
بمعرفة الفرق بين الموهبة والهواية، ومعرفة قدراته وإمكانياته وتطويرها.
إن لم تتاح لك فرصة الوعي بموهبتك في سن صغير عليك تجربة كل جديد يخطر على
بالك فلا حدود للتجربة.



الفرق بين الهواية والموهبة

الهواية هي نشاط أو أكثر تحب تكراره بشكل مستمر لتخفيف الضغوط الحياتية وقد
تميل لنشاط معين لفترة ثم تتركه للشعور بالملل.
أما الموهبة هي كما ذكرنا مهنتك الفطرية وقد تكون أحد هواياتك ولكنها الهواية
التي لا تمل منها ويزداد تعلقك بها كل يوم وتحرص على تطوير نفسك بها ويظهر
إبداعك فيها وتميزك عن غيرك فهي بصمة خاصة بك وحدك.
لذلك أي نشاط عقلي أو جسدي أو نفسي تميل له عليك بتجربته تجربة حقيقية وصادقة
بعيداً عن أي أحكام أو أفكار سلبية.
لا تخف من الأفكار الجديدة الخارجة عن صندوق العقل والتقليد، فهذه الأفكار هي
دليل تميزك وتأكد أن أصل كل نجاح فكرة جديدة آمن بها صاحبها وسعى لتحقيقها في
الواقع.

ضع هذا السؤال أمامك دائما "كيف تختار وظيفتك؟"

إن لم تكن راغبا في إكمال حياتك بما درسته على مدار سنواتك الجامعية فالآن فقط
هو الوقت المناسب لتأخذ الخطوة الأولى في مجالك الجديد الذي تميل له.
تحب الرسم، ابدأ في أخذ دورات تتعلم بها الرسم الاحترافي وإن وجدت بداخلك طاقة
كبيرة للعطاء فعلم الآخرين ما تعلمته لكي تشعر بسعادة مضاعفة.
تميل للقراءة في علم النفس والتحليل النفسي، إذا لماذا لا تخوض تجربتك في
التعمق في المجال والتطبيق العملي على أصدقائك ومعارفك المقربين؟
عاشق للرياضة والحركة، ابحث عن أكثر الألعاب الرياضية التي تميل لها وإن لم
تستطع أن تكون لاعباً، كن مدرباً أو ناقداً أو معلقاً.
الوقت لم ينتهي بعد لتعديل مسارك المهني بالشكل الذي تحبه وترضاه.

ولكن متى تتأكد من ضرورة تغيير مجالك؟

إن كنت تشعر بالحزن دائما وليس لديك أي حماس للذهاب لعملك
إن كان إبداعك محدود وغير متجدد وتشعر بلا مبالاة
إن لم تكن لديك رغبة في تطوير نفسك في مجال عملك الحالي
إن كنت لا تشعر بسعادة داخلية رغم نجاحك المحدود في عملك

كل ما عليك فعله هو:

  القراءة والتعلم عن مجالات جديدة ومختلفة.
جرب ما تميل له نفسك وما تجد لديك رغبة مُلحة في تجربته.
لا تدع ثقافة المجتمع والحكم المُسبق تبعدك عن طريقك للنجاح.
دع الخوف جانبا، فالخروج عن الصندوق هو ما يميز هذا العصر.
كن رائدا في أحد المجالات الجديدة وحراً في مواعيدك ولا تكن سجين الوظيفة.
طور دائما مهاراتك وذكاءك ولا تستسلم للأفكار السلبية عن ذاتك.
ولكن لا تترك وظيفتك الحالية دون وجود بديل وخاصة إن كنت رب أسرة ومُعيل، ابدأ
تدريجيا في الانسحاب من الوظيفة القديمة وخصص وقتاً لمجالك الجديد مع مراعاة
الزيادة النسبية للوقت كل يوم بعد الآخر.

الأطفال والعمل

ينقصنا في الوطن العربي تربية الأطفال على ريادة الأعمال وتعريفهم بقواعد
الأعمال الأساسية وكيفية عمل دراسة جدوى بسيطة وسهلة.
فإن كان طفلك لديه فكرة بسيطة ساعده على تحويلها لمجال عمل ومصدر رزق له فقد
تختصر له سنيناً من البحث والحيرة.
وإن كان طفلك موهوباً في أحد المجالات ساعده على تطوير موهبته والارتقاء بها
حتى تصبح مصدراً لدخله.
ساعد طفلك دائما على التفكير الإبداعي والخروج عن النص، ولا تقلل منه ومن
إجاباته المختلفة.
أسئلة طفلك المستمرة دليل على ذكاؤه وقد تكون أحد أسئلته تحمل بين طياتها فكرة
لمشروع ناجح ومثمر.

الخلاصة

العمل ضرورة حتمية ولكن كيف تختار وظيفتك هو الأهم، فلا ترضى بالقليل وابحث
دائما عن مصدر شغفك واسمو به لأعلى المراتب، ولا تنسى تطوير قدراتك وقدرات
أطفالك فالاستثمار البشري هو أفضل أنواع الاستثمار على الإطلاق.

مع فائق التقدير،
أميرة علامة

التعليقات
0 التعليقات