ضحك العالم لبكاء عائلة اوفيتز
هناك أشكال كثيرة وتصنيفات عدة للسلالات البشرية من حيث لون البشرة وشكل الوجه وأطوال الجسد (القوقازية والمنغولية والزنجية), لطالما كان اختلاف السلالات والأعراق منبعا لكل مظاهر التعصب والتطرف بين أفراد الجنس البشرى, سوف نسلط الضوء اليوم عن سلالة ليست بسلالة حقا ولكن نوع من البشر , بشر مثل كل البشر اختلافهم فقط في الطول أي شكل من أشكال وصفة خلقية أوجدها الله في نوع من البشر, ألأقزام والقزم هو من نقص طوله عن 148 سنتيمتر , لطالما اسعدونا بمظهرهم المضحك نتيجة استغلالهم عن عمد أو عن رغبة منهم في فقرات السيرك المضحكة على مر التاريخ, لم يجدوا الاحترام من الكثير من أنواع البشر آلآخرين , بل أحيانا وجدوا قسوة وتعصب واحتقار في فترة من الفترات, تجد اليوم في العالم نبرة تصالح وتصادق بين جميع آلأعراق لنبذ التعصب نتيجة الشكل واللون ولكن النفس البشرية للأسف لا تتقبل الاختلاف إلا من رحم ربى, وثقافاتنا ألإسلامية والعربية وحتى رسالة عيسى وموسى عليهما السلام وكل آلأديان الغير سماوية قضت على التفرقة والعنصرية بين أنواع البشر لخير دليل أن كلام الله و كلام الحكمة والعقل النابع من كلام الله وفطرته ألموضوعة في كل الجنس البشرى هي نبذ التعصب والتفرقة, ولكن بنو البشر على مر العصور لم يلتزموا بانسانيتهم ولم يلتزموا بكلام الله سبحانه وتعالى, هذا المقال تخليدا وتأريخا بسيطا عن سلالة ونوع بشرى لطالما ضحكنا على ضحكاته, ويجب أن نعلم أن بشر مثلنا ضحكوا على جراحه.
في عصور النازية حدثت سلاسل من الجرائم البشعة باسم التقدم العلمي في مجال الطب, هذه الجرائم كانت مجموعة من التجارب العلمية الطبية كانت تنفذ في سبيل رفع علم النازية عاليا, اصبح العالم في ذلك الوقت وحشى ومخيف لما كل ما هو مرتبط بالتقدم العلمي.
عائلة اوفيتز "The Ovitz Family" العائلة اليهودية الأشهر في تاريخ الجرائم البشعة , عائلة اشتهر اسمها لانتشارها بالالعاب ألبهلوانية والفقرات الاستعراضية في السيرك في ذلك الحين, عائلة يهودية ألأصل من اليهود الترانسلفانيان, كان ألأب "شيمون اسحاق اوفيتز" حاخام يهودى قزم, و ورثت من بعده ألعائلة هذا فكل أطفاله اصبحوا اقزام من بعده, تم استغلالهم عن رغبة منهم في العروض البهلوانية وألعاب السيرك واصبحوا من مشاهير هذا الفن في هذا الوقت, ودائما يلاحظ عليهم الاستمتاع والسعادة التي يجدوا فيها انفسهم عند تقديم تلك الفقرات, ولكن لم تدم تلك السعادة طويلا, امتدت أيادي البحث العلمي والتجارب البشعة اليهم, على يد ابشع اطباء القرن في تلك ألفترة انه "Josef Mengele" الطبيب آلنازي آلذي يصنف من ابشع الأطباء في التاريخ, رجل مختل في عقلة وفى مشاعره كبشرى بكل ما تحتويه ألكلمة من معنى.
1942 م استمرت عائلة اوفيتز في جولاتها الفنية وعروض السيرك رغم الدمار آلذي أحل على أوروبا وكل الدول ألمجاورة, استمروا في شغف مع إخفاء هوياتهم اليهودية خوفا وزعرا من أيادي النازيين,توفى قبلها حاخام عائلة اوفينز ولكن ارملته اليزابيث استمرت في شغف العائلة آلذي لم ينقطع أبدأ سوى بأيادي النازيين, تزوجت مدير مسرح السيرك "يوشكو موسكوفيتز" .
مايو 1944 م تم إلقاء القبض على العائلة بالكامل في احدى مدن المجر, والتي احتلتها ألمانيا في هذا الوقت, تم تكبيل أياديهم والسخرية من أحجامهم الصغيره واحتجازهم ونقلهم في صناديق صغيره إهانة لهم, أي مأساة هذه وأى قلب بشرى يتحمل أن يفعل في بشرى مثله كل هذه ألإهانات, ولكن صبرا هذه ليست نهاية القصة, بعد الاحتجاز والنقل استمرت الإهانات ونظرة النازيين لهم بالدونية , اعتبر النازيون تلك العائلة ليست من الجنس البشرى فأخذ الجنود يلقبوهم بالقردة وابشع آلألفاظ وانتهى بهم الحال كفئران تجارب في معامل النازية.
ذكرت اليزابيث أن ألعائلة بأكملها كانوا يقفون في مخيم الوافدين من اليهود كأسرى استعدادا للتعذيب البدني والنفسى, وفجأه ظهر الطبيب مانجلى آلنازي , لم يكتف هذا الطبيب بتجاربه السابقة في تشريح التوائم لمجرد اكتشاف مدى التطابق في ألأعضاء الداخلية للتوائم, كان يبحث ما بين الوفود على أشخاص مميزين في العرق و الشكل كي يجرى عليها تجاربه ألطبية, ولمعت عيناه عندما رأى عائله من ألأقزام فقد قال " ها أنا وجدت عملا لعشرون عاما مقبله, ها أنا والعالم مقبلون على الكثير من الاكتشافات العلمية" , بتلك الجملة كان مصير عائلة اوفيتز قد تقرر لسنوات تحت أيادي ابشع الأبحاث العلمية في التاريخ.
بدأت أول تجربة وقد ربطوا نساء العائلة كلهن في طاولة دائرية , وتم حقن أرحامهن بالعقاقير , وتم الحفر ألتدريجي في أحشاؤهن لأخذ العينات, آلآلام لا توصف بالكلمات والصراخ لا يسمع في تلك اللحظات, اشفق بعض من الأطباء الجنود عليهن وتم أيقاف التجربة لكثرة الدماء والصراخ داخل الغرفة, وتوقف الدكتور مانجلى مجبرا حتى لا يضيع عليه فرصة عظيمة بموت احد فئرانه العزيزة, قيل أن التجربة هي إنتاج سلالات من ألأقزام اقوياء لاستخدامهم في جيوش الجيش آلنازي كحيوانات ضارية , وقيل انه كان يجرب بعض العقاقير التي تساعد على آلإنجاب وإنهاء العقم, من الممكن أن يكون الغرض نبيل لإسعاد العالم ببحث طبي ولكن لن ولم يرضى البشر بتلك التجارب ألبشعة.
لم يكتف الدكتور مانجلى بتلك التجربة فقد تم سحب عينات من العمود الفقري والسائل المنوي بالأجبار وعينات من الأسنان, فلك أن تتخيل أن يتم تخديرهم كل صباح ويفيقون في الليل يجدون انفسهم بلا أسنان, واحيانا لا يجدوا احد أفراد ألعائلة ألي آلأبد فقد مات الكثير, منهم لم يستطع تحمل الم خلع ألأسنان بدون مخدر وتلك التجربة لدراسة الم الجسد البشرى ومدى تحمله للأوجاع, ومنهم من أقيمت عليه حفلات من الضحكات ولكنها ليست ضحكات كالسابق في عروضهم البهلوانية , على سبيل المثال اقتيد احدهم امام الجموع في ندوة علميه على المسرح عاري الجسد هو وزوجته وكانت الندوه بعنوان " علم الوراثة ألأدنى" .
تم تسجيل فيلما وثائقيا بإخراج الطبيب مانجلى عن حياة ألأقزام وطريقة معيشتهم بطولة عائلة اوفيتز, ولكن هذا الفيلم اخرج خصيصا " لأدولف هيتلر" الزعيم آلنازي, وكانوا مجبرين على تأدية الحركات البهلوانية لإضحاك الزعيم آلنازي والذي لا يقل شرا بل هو منبع ومصدر الشر كله.
وصلت دوافع البشاعة عند الدكتور مانجلى إلي التضحية بقزمين من العائلة, تم قتلهم وغليانهم في الزيت وذلك من اجل استغلال عظامهم للعرض في المتاحف.
تم القبض على الدكتور مانجلى ووجهت له الكثير من جرائم الحرب, نتيجة ما فعله من جرائم إنسانية بشعة في حق البشرية, قصة عائلة اوفيتز هى ضحكات ورائها تعصب من البشر تجاه السلالات المختلفة, مثلما ضحك العالم على الفقرات والعروض الفنية لتلك العائلة , ضحك "ادولف هتلر" يوما ما لبكائها.
Written by: Mohamed Qurany
#Bin_Qurany
#TRex_Magazine
#Bin_Qurany
#TRex_Magazine