التحكم فى الطقس: حقيقة أم خيال؟

التحكم فى الطقس: حقيقة أم خيال؟

حصل العالم الفيزيائي دكتور برنارد ايستلاند سنة 1987 على براءة اختراع لعمله على جهاز وشرحه لطريقة تحويل الجو فى طبقات الايونوسفير لغلاف الكرة الأرضية ليمهد لأحد المشروعات التي أثارت جدلا واسعا والتي تولاها الجيش الأمريكي فيما يعرف بمشروع التحكم فى الطقس. ولد دكتور برنارد ايستلاند فى الولايات المتحدة عام 1938 وتوفي في عام 2007 عن عمر يناهز التاسع وستين عاما حصل خلالها على 23 براءة اختراع وكان العضو الفاعل فى مشروع التحكم فى الطقس الذي انتهي بعد وفاته بنحو ستة أعوام عندما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية ايقاف المشروع فى سنة 2013.




بدأت القصة في 1987 بحصول برنارد على براءة الاختراع والتي لخص فيها نتائجه بقدرته على احداث تشويش واضطراب فى طبقات الأيونوسفير لغلاف الكرة الأرضية الجوية للتأثير علي كافة أنواع الاتصالات المدنية والعسكرية للمحطات الأرضية والسفن والطائرات بجانب القدرة على احداث تغيير فى درجة حرارة الغلاف الجوي فى طبقات الأيونوسفير واحداث تغيير فى أنماط الرياح السائدة للأرض وكذلك امتصاص الغلاف لحرارة الشمس وامكانية تركيزها على مناطق معينة فى الكرة الأرضية. باثنين من أهم النقاط التي أثارت اهتمام وزارة الدفاع الأمريكية تم اطلاق مشروع HAARP والذي تمت فيه دراسة وتطبيق الدراسات التي قام بها برنارد لعدة أهداف عسكرية تضمن للولايات المتحدة بحلول سنة 2025 السيطرة الكاملة على المناخ كما صرح أحد المشرفين على المشروع. مشروع HAARP (High frequency Active Auroral Research Program)e أو مشروع البحث الخاص بالتردد العالي النشط للشفق.  



يعتمد مشروع HAARP على توجيه حزمة من الطاقة عن طريق شحن الجزيئات الموجودة فى الغلاف الجوي بهدف تغيير درجة حرارة الغلاف الجوي فى مناطق محددة مما يسبب تغييرا فى ضغط الجو وبالتالي احداث اضطراب يتم التحكم فى مداه بكم الطاقة التي يتم بها رفع درجة حرارة طبقة الغلاف الجوي وبالتالي يمكن استخدام تلك التقنية فى النظم الدفاعية بدون الداعى للدخول فى معارك دموية مكلفة. يتم شحن الجزيئات فى الغلاف الجوي بنفس فكرة عمل أجهزة الميكروويف المنزلية لكن عن طريق مصفوفات من أجهزة بث راديو مماثلة للراديو كما يعرض فى الصور التالية. الصور المعروضة هي لمصفوفة من الهوائيات التي تم رصها بالشكل الذي شرحه برنارد والصور مأخوذة من التطبيق العملي لوزارة الدفاع الأمريكية فى ألاسكا والمفترض أن تكون تلك الهوائيات قابلة للنقل للمناطق المطلوب احداث التغيير بها وبالتالي التلاعب بمناخها وكذلك لمحطات البث المتحركة على اليابسة والماء. 








جذب المشروع الأنظار بشدة فى عام 2010 عندما نشرت قناة CBC الكندية فيلما وثائقيا قصيرا مدته 15 دقيقة عن المشروع وتأثيراته المحتملة وتبعها بعد ذلك عدة وثائقيات ونشرات وأبحاث علمية تتحدث عن المشروع بشكل مكثف ومن ضمنها ما أعلنه الاتحاد الأوروبي بأن المشروع مقلق ويتطلب شرحا وتفسيرا كثيرا من الحكومة الأمريكية عن مخاطره البيئية والصحية ومدي استخدامه فى الحروب وأنظمة الدفاع للتحكم فى المناخ والذي قابلته الحكومة الأمريكية بالسرية التامة ورفضها للتصريح بأي معلومات وعدم موافقتها على تشكيل لجنة دولية اقترحها الاتحاد الأوروبي لدراسة المشروع حتي أعلنت اسدال الستار على المشروع فى 2013 بشكل رسمي لكن بدون أي دلائل عن استمرارية العمل بالمشروع فى سرية تامة أو اغلاقه بشكل فعلي. 



مشروع HAARP طبقا للعديد من الباحثين ليس هدفه التحكم فى المناخ فقط بل هو مشروع بحثي دفاعي متكامل يتضمن استخدام الموجات والنبضات الكهرومغناطيسية بهدف اتلاف الأجهزة الالكترونية للمناطق المستهدفة واستخدام الطاقة لتحويل مسارات وتدمير الصواريخ الموجهة بجانب القدرة على احداث فيضانات، زلازل، تسونامي واثارة البراكين بجانب تطبيقات أخري بامكانها اصابة أعداد من الأشخاص أو الجنود بالعمي أو اصابتهم بحروق جلدية قبل الاشتباك. ربما يبدو ذلك ضربا من الخيال وبعيدا عن المتناول لكن الأبحاث المنشورة لعديد المنتقدين والباحثين فى تاريخ المشروع وبراءة اختراع برنادرد تقف كلها فى وجه استمرارية المشروع فى العلن والذي نشرت بعض الوثائق التي تربطه ببعض الكوراث الطبيعية فى السنين الأخيرة من زلازل وتسونامي وربما حتي بعض الأعاصير. 


ربما يبدو الأمر خياليا أو هو واقع فعلي تم اخفائه للتغطية على ما هو أسوأ مما يظهر لكن تظل الحقائق العلمية المحيطة بالتجارب تميل لصالح أن المشروع يعد عسكريا أكثر منه بحثيا أو علميا.........

Written by : Mohamed Khaled
#Mohamedkh5
#TRex_Magazine

التعليقات
0 التعليقات