الحرب الباردة Cold War
اشتعلت الحرب العالمية الثانية فى عام 1939 واستمرت حتي عام 1945 عندما أعلنت اليابان استسلامها كأخر دول المحور المقاتلة بعد هجمتي القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناجازاكي (http://www.t-rexmag.com/2017/11/WorledWar2-Numbers-Facts.html) لتكتب نهاية الحرب العالمية الثانية بداية حرب من نوع أخر لم تشتبك بها الجيوش ولكن حربا باردة كما وصفها الكاتب الانجليزي جورج أورويل فى عام 1945. نهاية الحرب العالمية الثانية أظهرت وجود قوتين عظمتين فى العالم وهما الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي، الولايات المتحدة قامت على أساس الرأسمالية وامتلاك الشركات الخاصة للموارد وادارتها بهدف الربح والتنافس بينما قام الاتحاد السوفيتي الممتد عبر أوروبا على الشيوعية التي تتمحور حول امتلاك الدولة للموارد كلها، ذلك الاختلاف الجوهري بجانب عديد النقاط السياسية الأخري هو ما بدأ الحرب الباردة بنهاية الحرب العالمية الثانية والتي استمرت حتي عام 1991 عندما تفكك الاتحاد السوفيتي بشكله القديم نهائيا لتولد روسيا وتتربع الولايات المتحدة على عرش العالم كالقوة الوحيدة عالميا.
انقسمت ألمانيا التي لم تعد نازية بين الغزاة من الشرق والغرب لقسمين ظهر فيهما الصراع ما بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة بجانب بريطانيا وفرنسا وامتد هذا الصراع لعدة دول متفرقة بهدف واحد ألا وهو السيطرة ونشراما الشيوعية السوفيتية أو الرأسمالية الأمريكية بما يتمضنه كل منهج منهما من اقتصاد وأفكار. الصراع الممتد كان هو الدافع الرئيسي لكلا القوتين فى بداية حرب سباق التسلح وزيادة صرف النفقات على صناعة الأسلحة المختلفة فأسرع الاتحاد السوفيتي لبناء قنبلته الذرية ليكافيء ما تملكه الولايات المتحدة من السلاح الأقوي فى ذلك الوقت بينما استخدمت الولايات المتحدة علماءها والعلماء الوافدين اليها من أوروبا فى تضخيم ترسانتها من الأسلحة بشكل يضمن تفوقها على الغريم الجديد ضد النفوذ الأمريكي. بعد نحو سنة من مقولة جورج أورويل الكاتب الشهير لقصة 1984 والتي وصف فيها الصراع بأنه حرب باردة طفا الي السطح تصريح أحد الدبلوماسيين الأمريكيين (جورج كينان) بأن الاتحاد السوفيتي كقوة غاشمة ستظل فى خلاف دائم مع الولايات المتحدة وبالتالي لا يوجد حل للدولة الأمريكية سوي محاولة احتواء نفوذ الاتحاد السوفيتي بشكل صبور والسيطرة على توسعه العالمي.
انتقل الصراع بين القوتين بعد تقسيم ألمانيا وبناء جدارها العازل للدول الأخري مثلما تجلي فى الحرب الكورية التي بدأت فى عام 1950 بدعم من الاتحاد السوفيتي ليغزو الشمال الكوري جاره الجنوبي المرتبط بالولايات المتحدة وتظهر الاختلاف الشديد بين الدولتين والذي ركز عليه الاعلام الدولي وهوليوود بموجة تعرف باسم الخوف الأحمر The Red Scare والتي تواكبت مع ازدياد التجارب الذرية للقنابل وظهور القنبلة الهيدروجينية فى نهاية الأربعينيات بالاختبار الأول فى جزر المارشال الأمريكية للولايات المتحدة والتي تلاها فى عام 1953 الاختبار الأول للسوفييت لقنبلتهم الهيدروجينية كما يوضح الفيديو التالي
بجانب عزل ألمانيا وتقسيمها بالجدار فان الحرب الكورية وحرب فييتنام وأفغانستان وكوبا وما تلاها من مناوشات ونشر للأسلحة النووية لكلا القوتين في مناطق متفرقة من العالم تسبب فى تنامي المخاوف من الحرب الباردة وظهور تيارات مختلفة وعدة معاهدات للسيطرة على الحرب الوشيكة بين القوتين وما قد تسببه اذا تم استخدام القنابل الذرية والهيدروجينية فى تلك الحرب، التجارب التي أجراها الاتحاد السوفيتي وصلت على حسب التقديرات الي نحو 460 تجربة لقنابل ذرية وهيدروجينية تركزت أغلبها فى دولة كازاخستان وبجانب الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة فان المملكة المتحدة، فرنسا، الصين، باكستان والهند قد قاما بتجارب لقنابل ذرية حتي نهاية الثمانينيات من القرن الماضي حتي نهاية الحرب الباردة.
امتدت الحرب من الأرض الي الفضاء عندما أرسل الاتحاد السوفييتي فى عام 1957 سبوتنيك 1 (المسافر 1) خارج الأرض ليدور حول الأرض كاعلان عن قدرة الصواريخ الباليستية السوفييتية لتستعر بعدها الحرب علي التفوق خارج الأرض بسفر يوري جاجارين عام 1961 خارج الأرض ويليه الأمريكي آلان شيبارد قبل أن تصل مهمة أبوللو 11 الي القمر ويطأ نيل أرمسترونج على سطح القمركتعويض للتأخر عن الند السوفييتي وكأحد أهم النتائج عن انشاء ناسا فى عام 1958 لتكتب بعد ذلك طغرة عملية عالمية فى مجال الفضاء والذي أدي بعد ذلك الي تطور جميع مجالات العلم بعد ذلك لخدمة أبحاث الفضاء.
استمرت الحرب الباردة منذ عام 1945 وبدأت تشهد نهايتها بسقوط سور برلين فى عام 1989 وتدهور الاتحاد السوفييتي اقتصاديا وعسكريا حتي تفكك تماما بعد ذلك بسنتين ليكتب نهاية الحرب غير المباشرة بين القوتين الأعظم فى ذلك الوقت والتي تسبب فى عدة حروب جانبية ولكنها ساهمت بشكل رئيسي فى تطور العلم البشري بالتنافس فى مجال الفضاء وظهور المنارة العلمية الأبرز عالميا؛ وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"..............
Written by : Mohamed Khaled
#Mohamedkh5
#TRex_Magazine
0 التعليقات